يونيو 25, 2018
ناقش البرلمان الأوروبي مؤخرا برامج التأشيرات الذهبية في الاتحاد الأوروبي. وتقع هذه البرامج في نطاق السلطة القضائية لكل دولة عضو، وتتيح للمستثمرين الدوليين الحصول على المواطنة أو الإقامة بإجراء سريع. ومع ذلك، نظرا لارتباطها بكامل سكان الاتحاد الأوروبي، فإن الموضوع احتاج إلى تناوله على مستوى أعلى.
خلافات برامج التأشيرات الذهبية
وفقا لأعضاء البرلمان الأوروبي، فإن إحدى أهم مشكلات برامج مواطنة الاستثمار هي أنها “يجب أن تنطوي ضمنا على ارتباط حقيقي بالدولة العضو،” جاء ذلك على لسان روبرتا ميتسولا عضوة البرلمان الأوروبي. وفي حين أن الاستثمار المهم يتم التعامل معه غالبا على أنه من باب المصلحة الوطنية، فإن المسثمرين غير مطالبين عادة بالعيش في البلد، وبهذه الطريقة لا يمكن أن يتشكل ارتباط فعلي.
هناك تخوف أخر هو أن برامج منح جواز السفر مقابل المال تكون عرضة لأن تتسبب في الفساد والجريمة، وهي، بشكل مفهوم، تخالف قيم الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه، فهي تبدو “معيارا مزدوجا” يوفر للأثرياء وصولا سهلا للبنية التحتية والأصول العامة للاتحاد الأوروبي، بينما، وفقا للعضوة الهولندية بالبرلمان الأوروبي صوفي إنت فيلد،”هؤلاء الذين يأتون هنا يعاملون كمجرمين”، بتدقيق بالغ.
واجه برنامج مواطنة مالطا صراحة انتقادا لتحويل المواطنة الأوروبية إلى سلعة، وترويجها بنفس اللغة التي يروج بها لسلع الرفاهية: اليخوت أو الساعات أو الفيلات. وألقى بعض نواب البرلمان الأوروبي أيضا الضوء على أن نوايا بعض المستثمرين لشراء جوازات سفر كانت مريبة.
المطالبة بشفافية أكثر
في حين أعرب عدد لا بأس به من نواب البرلمان الأوروبي عن مخاوفهم، فإن فقط ثلاثة منهم دافعوا عن هذه البرامج، العضو البرتغالي بالبرلمان الأوروبي نونو ميلو، وعضوا حزب العمال المالطي بالبرلمان الأوروبي ألفريد سانت وميريام دالي. وقد اتفقوا جميعا على أن يجتاز جميع طالبي التأشيرة العمليات الواجبة.
على الرغم من أن المخاوف السابقة تم رفضها عادة كونها مشكلة وطنية، وليست أوروبية، فإن نواب البرلمان الأوروبي يطالبون الآن بقوانين منسقة وأكثر شافية لمنع المعايير المزدوجة واقتلاع جذور الفساد.
ماذا سيحدث لاحقا؟
حتى الآن، لا توجد نتيجة مباشرة للمناقشة. ونظرا لأنه يبدو أن هناك اتفاق واسع بشأن الحاجة إلى قانون منسق وأكثر شفافية، ففي الوقت المناسب قد تصبح برامج التأشيرات الذهبية الأوروبية أقل وصولا إليها، خصيصا تلك التي تكون حاليا بسيطة وسهلة جدا، مثل البرنامج المالطي أو البرتغالي.